قيل في قصة حبه:
إنه مر يومًا على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلّتان من حلل الملوك، وعندها نسوة
يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلنه للمحادثة، فنزل وعقر لهن ناقته وأقام معهن بياض اليوم،
وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجزّ بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه،
فجذبتها من يده ولم يدرِ، ثم قال لها: ألا تأكلين الشواء؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم
شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له: انظر إلى اللحم، هل استوى أم لا؟ فمد يده
إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك،
ثم شدت يده بهدب قناعها.
وروي أن أبا قيس
ذهب به إلى الحج لكي يدعو الله أن يشفيه مما ألمّ به من حب ليلي، وقال له: تعلّق بأستار
الكعبة وادعُ الله أن يشفيك من حبها، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال: " اللهم
زدني لليلي حبًا وبها كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا ".
وحكي أن قيس قد
ذهب إلى ورد زوج ليلى في يوم شاتٍ شديد البرودة وكان جالسًا مع كبار قومه حيث أوقدوا
النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلاً:
بربّك هل ضممت إليك ليلى قبيل الصبــــــــح
أو قبلت فاها
وهل رفّت عليك قرون ليلى رفيــــــــف
الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً وسحيـــقَ مِسك وصوب الغانيات قد شملن فاها
فقال له ورد: أما
إذ حلّفتني فنعم.
فقبض المجنون بكلتا
يديه على النار ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه.
توفي سنة 68 هـ
الموافق 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله. وروي أن امراه من قبيلته
كانت تحمل له الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام
فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الايام وجدته لم يمس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا
يبحثونَ عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه
خطهما بصبعه هما
تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ
وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً فيعلمَ
ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق